هداني الله تعالى بفضله إلى أن أعطي لإبنتي أشرطة وكتيبات دعوية تقدمها لمعلماتها، والعاملات بالمدرسة، حتى تعتاد إبنتي على ذلك، وتشترك معي في الأجر، ولعل الله يهديهن أو تكون هذه الأشرطة والكتيبات سببا في أن يقتربن من الله أكثر.
وكان لدى ابنتي معلمة اسمها ميرال، ولكننا لم نكن نعرف إن كانت مسلمة أم على دين آخر، فلم أكن أرسل لها أشرطة أو كتيبات..ولكن ابنتي كانت تحبها كثيرا وتتمنى لو تعطيها منها لكي ترتدي الحجاب، فقد حدثتُها عن الحجاب منذ نعومة أظفارها تمهيدا للمستقبل، إن شاء الله – وفي العام الدراسي الماضي تعرفَت ابنتي على زميلة جديدة اسمها نورهان وتوطدت العلاقة بينهما حتى صارت صداقة حميمة.
وذات يوم جاءت ابنتي من المدرسة وهي تقول لي: لقد رأيت اليوم والدة صديقتي نورهان وهي لا ترتدي الحجاب، فما رأيك لو أرسلنا إليها شريط الحجاب حتى ترتديه وتدخل الجنة؟. فقلت لها: حسناً ولكن يجب أولاً أن نرسل إليها شريط الجنة حتى تشتاق إليها وتحرص على أن تكون من أهلها.
فأرسلت إليها أشرطة: حب الله للعبد، والطريق إلى الجنة، وحسن وسوء الخاتمة...وبعد يومين إتصلت هذه السيدة لتشكرني بحرارة، فلما عرضتُ عليها إرسال المزيد، رحبت بذلك كثيراً، فأرسلت إليها مع ابنتي أشرطة: التوكل، ومجاهدةالنفس، والخشية، والتوبة، والحجاب.
ولكن ابنتي -ببراءة الطفولة- قالت لنورهان: أرجو إعطاء هذه الأشرطة لوالدتك حتى ترتدي الحجاب!
وكانت هذه مفاجأة بالنسبة لنورهان، فردت قائلة: لا، إن أمي لن ترتدي الحجاب أبداً!.
فغضبت ابنتي وقالت لها: إذن أعطِني شريط الحجاب، فأخذته وتوجهت به إلى مدرِّستها ميرال، التي شكرتها كثيراً!
ولما عادت ابنتي وقصت عليَّ ما حدث، لم أجد ما أقوله لها سوى: لا بأس، فإن نورهان لا تعرف أهمية الحجاب مثلك، كما أنني سعيدة بأنك حريصة على مصلحة معلمتك ميرال.
وفي خلال أسبوعين،عادت ابنتي من المدرسة وهي في قمة السعادة لتقول لي: لقد ارتدَت معلِّمتي ميرال الحجاب، إنها مسلمة!
فهنَّأتُها على هذا الإنجاز العظيم، وسجدت لله تعالى شكراً، ثم تذكرت قوله سبحانه: وما يعلمُ جنود َربك إلا هو، وقوله جلَّ شأنُه: إنَّك لا تهدي مَن أحببتَ ولكن اللهَ يهدي مَن يشاء.
الكاتب: أماني الرمادي.
المصدر: موقع رسالة المرأة.